*يا عزيزي كلنا مخطئون : بقلم المستشار في القانون الدولي الدكتور قاسم حدرج*

عاجل

الفئة

shadow


ايمانا مني بأن المقاومة قادرة على صنع المعجزات على الصعد كافة اريد اليوم ان أوجه لها اصابع الأتهام وأدينها بالتقصير في عملية تجصين البيئة اللبنانية من العبث بأنجازاتها وتضحيات شهدائها وأني ارى ان الخطأ الذي ارتكبته ايران قد كرره حزب الله فأيران اعتقدت بأن تبنيها للقضية الفلسطينية وعقد مؤتمرات الحوار بين المذاهب هو امر كاف لنزع فتائل الخلاف مع المحيط السني ولكن جهود السنوات ضاعت على أيد بضعة سفهاء فأنقلبت المواقف كلها ضدها حتى من حلفاء الأمس ولولا خروجها من المعركة منتصرة لكانت الان في موقع اخر فالعودة اليها لم تكن عن اقتناع بل عن اخضاع وكذلك الأمر بالنسبة لحزب الله الذي اعتقد بأن التفاهم مع التيار الوطني الحر اضافة الى تحالفه مع تيار المردة وتجميع بعض الاعلاميين المسيحيين وتلميعهم هو كاف لكتم صوت معارضة الشارع المسيحي للمقاومة وسلاحها كما واحتضان سعد الحريري وتقديم لبن العصفور له وخوض معارك اللقاء التشاوري ونظرائه على الساحة السنية واحتضان مجموعة من الاعلاميين ورجال الدين 
هو أمر كاف لمنع اي فتنة سنية شيعية وعلى صعيد الطائفة الدرزية يكفي تأمين الغطاء للمير طلال ارسلان ووئام وهاب لتأمين حائط صد درزي بوجه المعارضين الجنبلاطيين ولكن احداث شويا ،خلدة والطيونة اثبتت عدم صحة هذه النظرية حيث لم يجرأ احد على الخروج من عبائته الطائفية واتخاذ موقف حازم بوجه هذا الأستهداف ما عدا جبران باسيل الذي 
وجه الاتهام بشكل مباشر لسمير جعجع وحمله مسؤولية هذه المجزرة كما انه وقف تقريبا على الحياد من مسألة القاضي بيطار وبدأنا من بعدها نتلمس اجواء غير ودية وتقلب في الامزجة الشعبية وصولا الى خلو سدة الرئاسة وهنا بدأت الشروخ تكبر بسبب الاداء الغير متوقع للمقاومة فبالنسبة لجلسة مجلس الوزراء الأولى كان بالأمكان افضل مما كان بحيث تعلن المقاومة منذ اللحظة الاولى موقفها المبدأي من حضور الجلسات ولا تترك امال جمهور التيار معلقة على المقاطعة وبحيث تعتبر المشاركة طعنة في الظهر وكذلك الأمر بالنسبة لرئاسة الجمهورية ألم يكن في حسبان المقاومة وهي التي تعودنا منها ان تفاجأ الخصوم لا ان تتفاجىء بالاستحقاقات انها قد تصل في مرحلة من المراحل الى اعلان دعم سليمان فرنجية بأعتباره سلاحها الاستراتيجي في معركة الرئاسة فلماذا لم تمهد للأمر مسبقا عبر حوار مفتوح مع التيار وتسعى في الوقت ذاته الى الضغط على فرنجية للقيام بمبادرة تصالحية معه لترفع عن كاهل جبران ثقل الأرث العدائي من جمهوره لبك بنشعي خاصة انها لم تنجح على مدار الست سنوات في التشبيك بين حلفائها فكان عليها ان تتوقع لحظة الأشتباك وها هو قد حصل واصبحت هي طرفا فيه فلا يمكنها القاء كل اللوم على باسيل فخبرته في السياسة لا تقاس بخبرتها الأستراتيجية ولا رؤيته لخواتيم الامور تصل الى حدود رؤيتها وهي التي تنظر الى الاتجاهات الاربعة ولكن عين حليفها متمركزة على نقطة واحدة هي قصر بعبدا وبذات الوقت هو يراهن بدلاله على رصيد سياسي وعاطفي جمعه على مدى 17 عاما وتضاعف نتاجه في اخر ست سنوات قضاها في الساحة منفردا يتلقى الصفعات من كل حدب وصوب فأذ به يرى ان رصيده عند المقاومة كمصير الودائع في المصارف لا يمكنه الا ان يسحب منه بالقطارة او بما يوازي 10% من قيمته الفعلية وهذا لا يعفيه من المسؤولية عن ارتكاب خطأ كبير بسحب ارصدته فورا من مصرف يمتلك احتياطات ضخمة ونقلها الى مصرف مفلس محليا ودوليا 
وهذا الاحساس بالتخلي دفعة واحدة لمن كان يعتبر نفسه فتى المقاومة المدلل انعكس على شارعه المحتقن نتيجة الضغوطات التي عانى منها على مدى سنوات وبدأ يضيع البوصلة شيئا فشيئا وينقلب على ثوابته ومبادئه ويهرب من رمضاء المقاومة الى نار الخصوم متسلحا بأسوأ انواع الاسلحة وهو الطائفية التي استغلها البعض وبدأ بتغذيتها حتى اصبحت خطرا حقيقيا يهدد وحدة الوطن التي دفعت المقاومة لأجلها الاف الشهداء ويعيد المشهد الى ما قبل العام 75 
مهدرا بذلك سنوات من الجهد للأنصهار والطمأنة والذي برأيي كان يحتاج من المقاومة مجهودا اضافيا يتمثل في انشاء لجان اهلية ثقافية اعلامية حقوقية من بيئة الفريقين على غرار سرايا المقاومة العسكرية لتكون سرايا اجتماعية هدفها تعزيز العلاقات واذابة الخلافات ورفع توصيات بحاجات كل فريق من الأخر وتنظيم مؤتمرات ونشاطات مشتركة وتفتح الباب أمام انضمام أوسع شريحة ممكنة لتقديم رؤية مشتركة حول لبنان الجديد الوطن الذي تطمئن جميع مكوناته لمستقبلها وتشعر بأنها شريكة في اتخاذ القرار او على الاقل لها رأي يستحق ان يناقش ولو حصل هذا الامر لما كانت منصات التواصل الاجتماعي تحولت الى ساحات حرب يتسلل اليها  العدو بلباس الصديق ويزرع عبواته فيها فتنفجر خلافات يضيع خلالها مجهود سنوات 
اتمنى على المقاومة ان تعيد النظر بأسلوب ادارتها للملف الداخلي وقبل ان تطلب التحاور مع الخصوم ان تفتح حوارا مع الحلفاء والأصدقاء وتعيد تحصين ساحتها وتحسين صورتها وهي التي عودتنا دائما ان بيئتها كما انتصاراتها حدودها كل لبنان وكل اللبنانيين ومنها تعلمنا ان الهدف قد يكون صائبا ولكن التنفيذ قد يكون  خاطئا والتنفيذ الخاطىء للهدف الصائب لن يؤدي الى النتيجة المرجوة فلطفا ايتها المقاومة التي نثق بها ثقة لا حدود لها نرجوك ان تتداركي الأمر فلم نعد نحتمل الام السهام التي بدأت ترشقنا من كل جانب .

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة